Wednesday, October 14, 2015

أغنيات الشغف

حلم لم يكتمل
كنت فيه أغني

بصوت جميل
يصدح في أرجاء مقهى صغير

أغنية شغف
وكل الأشياء تلبي من ورائي
أقف خلف منضدة عتيقة
وأمامي تغرق جنبات المكان في الصمت إلا من همس المطر
وعلى الجانب مني في ركن وقف رجل
تلمع عيناه في افتتان
بدا وكأنه يود أن يبتلع أغنيتي بين شفتيه
وكأن صوتي الذي ترنم بالغناء
بصّره بمعاني كل الأشياء
عندما أدركت ارتبكت
كوني لم أعتد استقبال الثناء الواله
ثم توقف الحلم، ثم وجدتني أغني
خائفة أغني
أنشودة مررها لي هو
رُسمِت حروفها المزخرفة في مربعات أنيقة
وانتظر؛ في عينيه مزيج من رجاء متلهف

وحزم يكاد أن يكون قاسيا
كان يراقب كيف ترتجف شفاهي
كيف تهمس باللحن سرا
يستنطقني أن أغنيها
كما كتبها هو، كما رسمها في خياله
كاملة المعاني، شاملة خلاصة الحكمة
لكني ارتبكت
كان في خيالي أغنية غواية أخرى وددت لو غنيتها
كنت أجهد في قراءة المكتوب
بين خوفي أن يعرف أنني ﻻ زلت "أفك خط" الحكمة
ﻻ زلت مبتدئة ﻻ تحفظ إلا أغنيات الشغف
وبين أمنيتي الساذجة أن أكون ملهمة المعاني
ارتعشت
خفت صوتي
ثم في نهاية الأمر سكتّ
تسمرت عيناي على حروف الأنشودة
تخاف أن تنظر حيث يقف هو، صامتا

ترجوه بصمت أن يعطيني الوقت لأفهم أكثر
هل كنت أظن حقا أنه سيقبل
أن أعبث بأنشودته الثمينة المنمقة
فأعاملها كمبتدئة مراهقة
وقفت في الركن جبانة
ألتمس العذر صامتة لذنب ما ارتكبته
أنني وإن كنت أفهم نظرية الغناء
وإن كنت أجيد الحديث عن الأسس المعقدة
فأنت إن وجدتني في الظلمة وحدي
ستسمعني أغني للعشق
أموت وأحيا في ذات اللحظة، كتلك القطة
وإن أربكتني بعينيك
ربما لن أحيا
وإن امتحنتني
ستجدني ربما تلميذة خائبة
يخفق قلبها المجنون
إن تلقت منك نظرات الرضا

ثم تسليك بعض الوقت بكلام في الفلسفة
من أجل مزيد من نظرات الرضا
فلا تنظر إليّ في الظلام
إن لم تكن محباً
ﻷغنيات مبتدئة عاشقة

Template by:
Free Blog Templates