Monday, December 29, 2014

مكاشفات النور

في النور بهجة. 

وكل ما اشتدت الظلمة، ازدادت عندي بهجة النور.

O radiant Dark! O darkly fostered ray!
Thou hast a joy too deep for shallow Day.
~George Eliot, The Spanish Gypsy

أنا اتولدت لأب سَهِّير. لما كنا عايشين في ليبيا، في بيتنا اللي كان له حوش سقفه مفتوح للسما على طول، كنت أوعى عليه في ليالي الصيف وهو واخد كرسي وقاعد بره في الحوش بعد ما كلنا ندخل ننام. سيجارة ورا سيجارة تتشرب، وصمت. كل البيت كان ينام، وأفضل أنا أبص له في جلسته اللي كانت تمتد بالساعات أحاول أفهم. ياترى بيفكر في إيه؟ لما كبرت شوية اتجرأت وبقيت أطلع أقعد معاه. صمت. نفضل احنا الاتنين ساكتين، لا هو يسأل، ولا يقول لي ادخلي نامي، ولا أنا أتجرأ وأسأل "بتفكر في إيه يا بابا؟ إيه السحر اللي في الليل يخليك تفضل سهران ليلة ورا ليلة ماتزهقش؟" في الأول كنت أفضل ساكتة، وأمسك أنفاسي علشان مازعجش الصمت ويضطر يقول لي امشي، لكن مع الوقت بدأ الليل يبقى بتاعي؛ يجتذبني بسكونه وأشباحه. كنت أبص في السما الصافية، وأكتشف إن الدنيا مش ظلمة؛ إن النور بيفيض علينا، وإن النجوم بتتحرك في السما؛ بتلف حوالينا وبترقص. مكنتش أحب القمر، وكنت أهرب من الليالي اللي القمر فيها يكون ظاهر، لكني كنت مهووسة بالنجوم؛ بأشكالها ودرجات لمعانها. كنت لما أطول التأمل في نجم معين وألاقيه فجأة بيلمع أحس إني عجبته، إنه بيغمز لي ويقول لي "أنا واخد بالي من اهتمامك، ومبسوط." ساعات كنت أسيب أبويا يسهر على كرسيه مع سجايره، وأطلع أنا على السلم الخشب اللي كان يودينا على سطح البيت، وأقعد على السور، وأكشف السما كلها قدامي، من غير حيطان ولا ورق كرمة العنب اللي كان محاوط الحوش. كنت أرسم بخيالي أشكال من النجوم اللي كانت بتلمع لي، وكانت أشهر مجموعة أفضل أرسمها بعينيا طول اللي هي مجموعة الدب القطبي، اللي معرفتش إن ده اسمها غير بعد كده بسنين.


وقتها عمر الليل ما ارتبط عندي بالكآبة، وعمر السور ما ارتبط بالخوف من المرتفعات. الكآبة عرفتها بالنهار، مع قسوة الذل ولسعة الحرمان اللي بيشوفها الغريب. لكن الليل كان ملجأ وملاذ، أسرح فيه بخيالي، وأكون متأكدة فيه إن في حاجة بتحبني (النجوم). كان الوقت الوحيد في اليوم اللي كنت أبقى فيه حرة؛ حرة إني أطلع لفوق، وأتخيل، وألف مع النجوم وهي بتلف. حرة إني أسكت، ومع ذلك الكون كله يسمع أنا عايزة أقول إيه. النهار كان صخب، وتظاهر بالقوة واللامبالاة قصاد الإهانة والتجريح والضرب ، وتنافس علشان أفضل بس رافعة راسي فوق ويبقى ليا وجود مش مهمش. من وقتها بطلت أحب النهار، ووقعت في حب الليل. من وقتها لما أشوف الشمس غصب عني أكتئب، ولما أشوف النجوم أحس بالروعة. غريب، مع إن الشمس نجمة، والنجوم شموس. من وقتها اتولد جوايا حب النور في الظلمة. النور في النور بالنسبة لي ملهوش معنى؛ مش بيضيف حاجة، "it has low entropy". النور في الظلمة شيء أفهمه وأستوعب منطق وجوده والإضافة اللي بيحققها لي. أنوار الليل، وإن كانت مش بتبين جمال الموجودات زي ما نور النهار بيعمل، إلا إنها في حد ذاتها جمال. بالمقارنة مع نور الشمس، اللي بيخلي صورك سهلة وواضحة من غير تعب كتير، أنوار الليل مش بتسهل عليك إنك تلقط الصورة؛ أنوار الليل هي الهدف من الصورة؛ لما بتاخد وقتك وتسترخي، وإيديك تبطل ترتعش، بتحصل منها على نتايج مبهرة، وبتحس بالإنجاز.



هوسي بنجوم الليل كان اضمحلّ لما رجعنا مصر، لإن مكانش عندي رفاهية السقف المكشوف، ولا كان عندي بلكونة. لكن ده ما أثرش على تفضيلي لليل. في الليل كنت باذاكر وأنا باسمع مزيكا، وفي الليل كنت باكتب، وفي الليل كنت باعيش قصص كتير في خيالي. وفي الليل كنت باحلم، ولسه باحلم. كنت أفتكر النجوم، وأسأل: "ياترى لسه بيحبوني، ولو شافوني هايغمزوا لي؟" لكن ماتحصلتش على إجابة غير بعدها بسنين طويلة، في كينجستون، في ليلة قرر زميلنا وصديقنا عبد الحميد ياخدنا في رحلة ليلية مفاجئة لمتنزه البحيرة. في الليلة دي، رغم إننا كنا شلة، لكني قعدت لوحدي على حرف صخرة، وتحت مني البحيرة. مافتكرش الليلة دي كان فيها قمر، لإني لما رجعت بظهري للأرض علشان يبقى وشي للسما، افتكرت المشهد القديم. سلمت على النجوم: "وحشتوني!" لكن النجوم فضلت ساكتة، بتنور في صمت. فهمت إن السحر القديم اتبخر، ومعدش فيه وجود للخيالات. فهمت إني كبرت، ويمكن أكون عقلت، وبطلت أبقى حرة.

في الوقت ده من حياتي بدأت أكره الصمت اللي كان محاوطني. مكانش عندي مشكلة مع الصمت أيام ما كنت باطالع في النجوم، لكن الصمت اللي حاوطني في كينجستون كان قاتل بالنسبة لي، لإنه كان صمت من غير خيال؛ صمت كله شغل وذكريات لازم تندفن في أعماق الأرض. الصمت كان يصمّ الآذان، وماكنتش طايقة أسمعه من غير ما آخد الكون في حضني وأحلم زي زمان. كرهت إن لحظات السحر اتبخرت، وفضلت بس لحظات الكآبة تجترّ نفسها. كرهت إن الليل كان بيفكرني بإني وحيدة، إني حبيسة، إني خايفة. كنت أنتهز أي فرصة علشان أهرب للمدينة، بصخبها وناسها وزحمتها وعربياتها وعمايرها، وأنوارها. كنت أخرج وأمشي لوحدي المغرب أو بالليل، وأسيب المدينة - أي مدينة - تتوهني في سككها، وتغمرني بأنوارها.

ده كان، ولا يزال، من أهم أسباب حبي للمدينة؛ أنوارها وقت الليل.

على قد ما المدينة ساعات ممكن تبقى قبيحة بالنهار، على قد ما أنوارها المزروعة في كل مكان بتبدد من القبح ده وتضفي عليها بهجة من نوع ساحر بالليل. حتى القاهرة اللي بتتآكل فيها معالم الجمال بتبقى ساحرة بالليل. وكإنها بتدخل في عالم تاني، وكإن الناس بتتمسى غير الناس. في المدينة، أنوار العربيات وانعكاساتها على الأسفلت تفضل تمرّ في سيل لا ينقطع، يهدا شوية ويجري شوية؛ أنوار الإشارات الملونة وأعمدة الإنارة المزخرفة؛ أنوار المباني الضخمة اللي متحملة حواديت عن الناس السهرانة بتشتغل، أو بتشتغل نفسها. خيالات الناس بتتحرك وكإنها بفعل ريشة سودا بترسم لوحات عبثية على الأنوار، أو كإنها عرايس ماريونيت الخيوط اللي بتتحكم فيها متعلقة في سقف السما.


لما بامشي أو أتحرك بعربية في شوارع المدينة بالليل، ساعات أحب أسمعها، بناسها وكلاكسات العربيات بتاعتها وضوضاء المحلات في الشوارع، وأنصهر في البوتقة وأبقى جزء من اللوحة؛ خبطة فُرشة بترسم سيلويت معالمه مش مهمة، أو كومبارس في مشهد كبير ملهوش حدوتة ولا بيخدم حبكة ومفيش فيه بطل، أو درويش بيروح يمين وشمال، منتشي بالصخب وبيغرق فيه، علشان مايسمعش هواجسه ولا يتمعّن في أشباحه ولا يفهم هو إيه. أبص على المباني العالية اللي مليانة نقط نور، كل نقطة بتحكي حكاية بني آدم واحد، ممكن يكون ليها حيثية عنده هو، لكنها تايهة وعبثية وسط مئات النقط التانية المجاورة له. أبص على النقط، وأتمنى لو إني كنت واحدة منهم؛ فوق، باعمل حاجة محدش فاهمها غيري ومحدش محتاجها غيري. يتوه المعنى وينصهر ومايبقالوش وجود. أنا صحيح باحب الأضواء اللي ممكن تتسلط عليا لما أعمل حاجة ما اللي حواليا شايفين لها معنى، لكن طموحي المستخبّي إني ماكونش كده، إني أكون بلا حيثية؛ ترس في مكنة، نقطة نور في مبنى كبير من ضمن كتير، بتلفّ في دايرة صغيرة خلقتها لنفسها علشان تؤدي وظيفة على الهامش، وعمرها ما هاتدخل في أصل السكريبت، ومع ذلك من غير وجودها مفيش سكريبت.
 
القلق جوه العيون
وشها له ألف لون
حزنها غير حزننا
منها واحنا وحدنا



وساعات تانية أقرر ماتوهش. أمشي أو أتجول بالعربية وأنا باسمع مزيكا؛ چاز أو أوركسترا أو خفيفة ماتفرقش، وعينيا ترسم من وحي المزيكا لوحات من الأنوار، زي ما كانت في زمان تاني بترسم من النجوم تشكيلات. باختار بكامل إرادتي ووعيي إني أصمّ سمعي عن الدوشة، وأتغافل عن رحاية المدينة اللي بتطحن فيها بالنهار وتفضل مخلفاتها موجودة بالليل، وعن اللهث ورا متطلبات المدينة اللي باشوفه في حركة الناس وهم ماشيين مستعجلين علشان يلحقوا حاجة، أو متمهلين علشان يختاروا حاجة، أو مترقبين علشان يصطادوا حاجة، وعن المرارة اللي مستخبية ورا الوشوش المتبلدة وهي بتحاول تدّعي إنها مهتمة بمجريات الحياة في حين إن المعنى المضمن في كل فعل وحركة بطّل يبقى مهم. باختار أتغافل عن التعاسة المرسومة على وشوش ناس بتحاول تفكر غيرها بإن المآسي لازالت مستمرة رغم انصرام النهار وبإن أي شعور بالانبساط لازم يتحول إلى شعور بالدونية قصاد الجلال الشعري لتلك المآسي. باختار أتغافل عن الخناقات المتدارية ورا أبواب المحلات على تمن بلوزة أو جزمة أو طقم صيني أو غسالة، واللي باشوف إنها في حقيقتها "إن هي إلا أسماء سميتموها" وتفاصيل خلقوها وزوقوها وكبروها علشان تملا فراغات حياتهم اللي ملهاش معنى. في اللحظة دي بابص على المدينة من فوق، رغم إني فعليا تحت، وأتعالى على المدينة وتهافتها. أنا مش بامشي في المدينة مفعول به مغلوب على أمره منصهر في بوتقتها مستعد ينجرّ لخناقاتها وفصالاتها وتعاستها؛ أنا بارسم المدينة اللي على مزاجي، بالحواديت اللي أنا شايفاها حلوة، وبالألوان اللي تبهجني. أنا اللي باخلق الحبكة، لكن مش بالضرورة يكون ليها معنى. كل الحركة والأنوار اللي بتعدي قدامي بتتحول لمشاهد من فيلم، أنا فيه البطلة، والحدوتة، والحبكة. عارفة إن المشهد مجرد تظاهر أول ما هاوصل البيت هافوق منه، وإن أنوار المدينة مجرد زخرف بهيّ المدينة بتلبسه بس بيسيح مع أول شعاع شمس؛ تصبيرة بتخدع بيها الناس علشان يستمروا في الجري في الطاحونة لمّا يطلع النهار. وعارفة إني بترفعي عن الاندماج في حدوتة المدينة وخناقاتها العبثية علشان أوصل برضه للا شيء، بل وأستمتع بيه، هو قمة التناقض، لكن مين قال إن الاتساق مع النفس لازم يكون متحقق في كل لحظة.


المدينة بالنسبة لي كسرت أحاديّة اللون الأبيض للنجوم في السما، وحلّت محلها كل ألوان الطيف المتوهجة على الأرض. بطّل يبقى عندي اختيار وحيد، وأصبح عندي ما لا حصر له من احتمالات البهجة. لما بافكر في الثنائية دي باتعجب: هل أنا أبقى كده قوة شريرة، علشان بأفضّل أنوار الليل على نور النهار، رغم إنه "فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة"؟ هل أنا متناقضة مع الفعل البشري الطبيعي اللي بيحب النهار والشمس، وأبقى كده قوة شريرة من ضمن الكائنات اللي مش بتتوجد وتنتعش غير بالليل، والمحكوم عليها بالنبذ والوحدة؟ هل أبقى قوة شريرة، علشان انتقلت لحبّ المدينة، اللي الأنوار اللي صنعها الإنسان خلّتها أخيرا مُبصرة، وبطّلْت أنبهر بأنوار السماء؟


النور بيبدأ في الظلمة، وبينتهي في الظلمة. الظلمة هي الأصل، والنور استثناء.

وأهم ثيمات أنوار المدينة بتحصل أوقات احتفالات الأعياد الدينية والمناسبات الروحية، اللي بتتكلّف من الأنوار "البشرية" الشيء الكثير. كل الأنوار دي مش بتبان في النهار؛ لازم لها ظلمة علشان عينيك تنبهر بيها (لكن تبقى مشكلة لو روحك انبهرت بيها)، وزي ما أنوار المدينة ممكن تكون مخبّية حقيقة الدواير المفرغة اللي جوّه أهلها، أنوار الاحتفالات الدينية مش بالضرورة بتعكس "تنوير" حقيقي واكتشاف؛ هي برضه محاولة للتظاهر بإن في حاجة ورا كل ده تستاهل. هي غاية مفيش وراها مسعى، استعراض، زخرف، صخب، محاولة لخلق رمز ينبيء عن وجود روحاني له معنى. أنا في الحالة الخاصة دي، اللي فيها أنوار المدينة بتحارب علشان تخلق الحالة الروحانية، ممكن أقول إن الظلمة قد تكون أصدق وأعمق تأثيرا. صحيح باحب الأنوار دي وبانبهر بيها، لإني باعتبرها جزء لا يتجزأ من وحدة المدينة وتفردها، بس باحس فيها برضه بادّعاء المدينة وهوسها بفرض السيطرة: "احنا مش هانسيبك لنفسك تتحاور معاها. احنا هاننور لك، ومش هانديلك فرصة تنور لنفسك."







 


صخب المدينة صحيح بيشوش على أي رسايل الإنسان ممكن يبعتها لنفسه في استجابة لتساؤلاتها القلقة علشان تستقر، لكن الصخب ده بالنسبة لي كان مُنقذ. زمان كنت باستمتع بأنوار السما علشان كنت باسمع الرسايل، حتى لو مش فاهماها. كنت حاسة إني لو ركزت شوية هاوصل للأصل، للمعنى، للنور الحقيقي المستخبي. لكني هربت لما المِحَن اشتدت. كنت قاربت على الجنون الحرفي. أصبح الاختيار قدامي إما إني أستسلم للجنون وأغرق في دوشته أو أهرب لدوشة المدينة. كانت دوشة المدينة وأنوارها المصطنعة هي الاختيار الأسلم، ولكن دي قصة تانية ليها مدخل تاني هنا مش مكانه. النور الحقيقي، اللي هو الأصل اللي مايغيرهوش تعاقب الليل عليه، أنا معرفش كنهه لازم يكون إيه، ولا فاهمة هو لازم يكون مستخبّي ليه. معرفش أكتر من إن إحساسي الداخلي بيقول لي إنه سلام كُلّي مفيش فيه تنغيص ولا تكدير، ولا أسئلة، ولا جنون، ولا نقط من النجوم كل واحد يرسمها على كيفه، ولا أنوار تتزوق بيها المدينة من غير معنى حقيقي. لسه مش عارفة أوصل، بل يمكن أكون بعدت أكتر. لسه باحب أنوار الاحتفالات، بس عارفة إني ماينفعش أقف عند الأنوار دي وأنبهر وأقول "هنا آخر الخط". باحاول أخلق في نفسي نقط نور بدل الأنوار السماوية اللي معادتش مجدية، زي ما المدينة عملت لما خلقت لنفسها نقط نور أقوى وأكبر. وزي ما أنوار المدينة، رغم تهافتها في المفرد، بتخلق الإحساس بالحداثة والعظمة في المجموع، أنا كمان باحاول أضفي على كل نقطة نور باخلقها معنى يخلي الصورة كلها تكتمل كل يوم زيادة عن اللي قبله، وبدل ما يبقى الموضوع مجرد أنوار هنا وهناك، يبقى تنوير كُلّي.
 
من المؤكد إن روحي لسه مظلمة؛ التنوير ده أصله مش أمر هيّن ولا عمره بيخلص، لكني باقنع نفسي إن ربنا بيقدّر أكتر النور اللي بيخلقه الإنسان بعد جهد في روحه المظلمة. الإنسان الطاهر الخيّر بطبيعته اللي لا يجد غضاضة في اليقين والتسليم بدون ما يمر بمراحل النور، وعنده شمس جاهزة وطالعة على طول هو في حقيقة الأمر إنسان لم يتعرض للامتحان والمحنة، إنسان لا أطيقه لإن إحساسه بالاكتمال سَمِج. الامتحان والمحنة أمور بتشيع الظلمة في روح الإنسان، واللي يعرف ينتصر عليها ويوصل للسلام هايفهم معنى "النور في الظلمة". لو النفس البشرية تشبه المدينة، بمآسيها وطواحينها وناسها الخاليين من المعنى وناسها الكويسين وقوانينها وخناقاتها، يبقى طوبى للي يقدر يصنع في ظلمة نفسه أنوار تشبه أنوار المدينة. دي درجة مش مثالية، ومحتاجة ثبات عالي وطاقة وصيانة مستمرة علشان تفضل تمده بقدر من البهجة ويقدر هو كمان يتغافل عن منغصاتها، وممكن النفس البشرية دي طاقتها تُستنفذ وتعطل أنوارها أوقات ويرجع يغرق في الظلمة لحد ما يقرر إنه يعمل لأنوار نفسه صيانة، لكنها تظل درجة من النور. اللي يقدر يخلق الشمس في جنبات نفسه، وتكون شمس سلام صافية تنوّر ولا تحرق، تدفّي ولا تخنق، وتدمج كل ما سبقها من أنوار فيها بدون ما تنفيهم ولا تلغي الغرض منهم، يبقى نال المراد ووصل لآخر الخط، بس مين فينا يقدر يدّعي بكامل الصدق إنه وصل؟

Template by:
Free Blog Templates