Monday, August 30, 2010

لهذا أكره الشمس

لماذا لا تلفح الشمس صفحة البحيرة مثلما تلفح صفحات وجوهنا؟
مهما قست الشمس، تظل الأمواج الصغيرة هادئة مسالمة
لا تتغضّن بالضّيق
بينما تظلّ الشمس تَطْحَنُنا و تَصْهَرُنا
تتطلّع الأمواج في سكينة إلى الشمس، و قد تتأثر و ترتفع حرارتها
لكنها ما تلبث أن تبرد في الليل، لتعود شابّة لم ينقص من عمرها شيء
و لم ينقص من زينتها شيء
و نَكْبُرُ نحن كل يومٍ عاماً
و يَتْرُكُ كلّ يومٍ يمضي في وجوهنا أثراً
و في أرواحنا ماضياً
تُشرق الشمس كلّ يوم
لتعود أمواجُ البحيرة تُطالعها في سكينة مُغِيظَة
فتنتقم الشمس منَّا و تَلْفَحَنا
و تسرقَ منَّا يوماً
و تَمْنَحَنا بدلاً منه عاماً

حملة تنظيف الخريف

قامت منذ الصباح الباكر لتُنَظِّف عقلها
التراب في معظم الأركان ... على كل الأحلام
و في المنتصف احتلَّت تفاهات بؤرة الضوء الكئيبة الوحيدة
رجعت للوراء ... وجدت صندوقين
واحد ممتلئ بكتب كانت صديقة
آنست عُزْلَتَها صيفاً تِلْو صيف
و غربة بعد غربة
و الصندوق الآخر لِعُلَبِ الدواء و السجائر
طوب و قوالب بَنَتْ بها حيواتٍ تمنّت أن تحياها
بدأت تكنس الغبار عن كتبها القديمة و أوراقها المهمة
و لملمت العلب الفارغة إلا من آثار الأحلام التي لطالما ألّفتها في لعبة التمثيل
أعادت ترتيب الصندوقين
و بدأت تلقي بال"كراكيب" الأخرى عرض النسيان
ثُمَّ أخذت تنفُضُ عن زوايا دماغها المعتمة شِبَاكاً من عنكبوت الوهم و أحلام اليقظة
أحياناً كانت تشعر بالتراب و رائحة الإهمال تخنقها
تتوقف ... تحاول أن تتنفّس ... أن تهرب
لكنّها تعرف أن لا مفر
لا بد أن تكمل المهمّة، لأن هذا مكانها الوحيد الذي لا بد أن تعيش فيه
لن يمكنها أن تؤجِّرَ الوهم بعد اليوم
فَكُلْفَتُهُ باهظةٌ و مساحته خانقة
تعود لِتُمْسِكَ بخلايا مخّها العاطلة و تهُزَّها لتفيق و تبدأ في التفكير من جديد
و تَرُشَّ - على مضضٍ - رائحة الأمل في الأركان
لعلَّ الرذاذ يكون مُقَدَّساً و مُطَهِّراً
فتحت الصندوقين، علَّها تستلهم منهما خطوتها القادمة
و فتحت شُبّاكاً صغيراً
ليدخل منه النّور ... إن جاء النّور

Template by:
Free Blog Templates